الأطعمة المعالجة: هل تعرضك لخطر الأصابة بمرض السكري؟

أكثر من 460 مليون شخص عالميا يعانون من مرض السكري، 462 مليونا منهم يعانون من النوع الثاني من مرض السكري. تعتبر الأرقام مزعجة بشكل كبير، وعند النظر لمنطقتنا العربية سنجد أن 6 من أكثر 10 دول بها مصابون بمرض السكري عالميا هي دول عربية. عندما نجد أن عمان والكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية ولبنان والإمارات العربية المتحدة من ضمن تلك القائمة ندرك مدى الخطورة التي تستدعى رفع الوعي ناحية المرض الذي يهدد منطقتنا. يوجد الكثير من المفاهيم المغلوطة في منطقتنا العربية فيما يخص مرض السكري وربما لا يهدف هذا المقال لمعرفتها ولكنه سيضع يدك على بعض الحقائق التي ربما تساعدكم في معرفة ما هو مرض السكري وكيفية الوقاية منه عن طريق تجنب وجبات بعينها قادرة على رفع فرص الإصابة بمرض السكري. هناك ارتباط وثيق بين ما نتناوله من أطعمة والإصابة بمرض السكري، لذا؛ نجد أنه من الضرورة شرح تلك العلاقة ومساعدتكم على فهمها. ويعنى هذا المقال بشكل أكبر بالعلاقة بين الأطعمة الفائقة المعالجة ومرض السكري.

ما هو مرض السكري؟

في كلمات بسيطة، مرض السكري هو مرض مزمن "أي حالة مرضية دائمة أو طويلة الأمد" ويصاب به الفرد عند عجز البنكرياس في جسمك عن إفراز كمية كافية من الأنسولين أو عندما يعجز جسمك عن استخدام الأنسولين.

لكن ما هو دور الأنسولين في جسمك؟ الأنسولين هو هرمون يساعد جسمك على امتصاص السكر. وعندما يعجز عن القيام بهذا الدور يزيد تركيز السكر في دمك وهو الذي يسبب الإصابة بمرض السكري.

أشهر أنواع مرض السكري هي:

النوع الأول: وهو الذي تصاب به عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين. يعتبر مرض مناعي ويصيب الأطفال والشباب تحت سن ال 20 غالبا لذا؛ يسمي أحيانا بسكر الأطفال ولا يمكننا التحكم فيه ويأتي بلا مقدمات. يحتاج مرضي السكري من النوع الأول للأنسولين مدى الحياة.

النوع الثاني: يحدث في حالة من الإثنين، إما عندما يفرز البنكرياس كمية غير كافية من الأنسولين أو عندما لا يتمكن جسمك من استخدام الأنسولين بفاعلية. هذا النوع يحدث في الغالب للمصابين بالسمنة أو هؤلاء الذين لا يقومون بأي نشاط بدني أو عند الإكثار من تناول أطعمة غير صحية وهو الأكثر شيوعا.

لا يوجد علاجا لمرض السكري ولكن في حالة النوع الثاني إذا تم اكتشافه مبكرا يمكن التحكم فيه عن طريق فقدان الوزن وتنظيم نظام غذائي مناسب وممارسة التمارين الرياضية. ولكن في حالة أن تلك العوامل لم تكف للسيطرة على نسب السكر العالية عندها ينصح المريض بتناول أدوية السكرى أو العلاج بالأنسولين.

السكري الثانوي: هو سكر يصيب الأفراد نتيجة لأمراض أخرى أو أدوية يتم تناولها صفة مستمرة أو لمدد طويلة مثل الكورتيزون، وتتسبب تلك العوامل في زيادة السكر في الجسم لذا؛ يمكننا أن نعتبره عرضا لمرض أو عامل آخر ويمكن التعامل معه سريعا بمعالجة السبب.

سكري الحمل: يحدث عند ارتفاع السكر في الدم أثناء مدة الحمل فيما بين الأسبوع 24 وحتى الأسبوع 28 من الحمل. في حوالي 50 % من تلك الحالات تنتهي المشكلة بعد الولادة.

أعراض مرض السكري:

لكل الأمراض أعراض تميزها والكثير منها ظاهر وملموس ومعرفة الأعراض تساعد على الانتباه المبكر وسرعة الاستجابة للحالة المرضية ولكن ترى ما هي أعراض مرض السكري الظاهرة التي يجب أن تلتفت لها؟

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

تأثر الرؤية وعدم وضوحها

شدة العطش والجوع

التهابات متكررة الحدوث في الجلد

فقدان الوزن

كثرة التبول

ألم وتنميل اليدين والقدمين

حرارة في القدمين

تأخر في التئام الجروح

الإعياء والخمول والإجهاد

ننصحكم باستشارة الطبيب المختص عند ملاحظة تلك الأعراض أو بعضها.

العلاقة بين الأغذية المعالجة ومرض السكري

يعتبر الغذاء المناسب والصحي من أهم العوامل التي قد تحميك من الإصابة بمرض السكري أو تساعد على السيطرة على المرض إذا كنت مصابا بمرض السكري بالفعل. ليس من الخفي على الكثيرين أن الأطعمة المعالجة هي أطعمة غير صحية ولكنها تعتبر الأشد خطورة فيما يتعلق بمرض السكري، دعونا نشرح الأمر بشكل أبسط.

ما هي الأطعمة المعالجة:

صورة من unsplash

الأطعمة المصنعة أو المعالجة هي أي طعام تم تغيير حالته الأصلية أو الأطعمة الطازجة التي نحولها لطعام آخر باستخدام طرق صناعية. تتم المعالجة بإضافة السكر أو الملح أو الخميرة أو الدهون المشبعة وذلك للحصول على طعم أفضل أو بغرض أن تدوم لمدة أطول. من الأمثلة السهل التعرف عليها البرجر والسجق والناجتس والمشروبات الغازية ورقائق البطاطس المعبأة والأيسكريم وغيرها من المنتجات المصنعة. يوجد أيضا بعض الأغذية التي ربما لا تدرك أنها تندرج تحت تلك القائمة ولكنها تعتبر معالجة أيضا مثل الخبز وحبوب الإفطار والخضراوات المجمدة والصلصات المختلفة والأجبان والأسماك المعبأة مثل التونة وغيرها من المنتجات.

بكلمات بسيطة كل ما يتم تصنيعه من غذاء هو طعام معالج. ويمكنك إدراك حجم الخطر عندما تدرك أن النظام الغذائي في وقتنا هذا يبلغ أكثر من 50 % منه من منتجات غذائية معالجة. وما يمثل الخطورة الأكبر هو الأطعمة فائقة المعالجة مثل حبوب الإفطار والوجبات الجاهزة واللحوم المصنعة وﺍلحلويات والوجبات الخفيفة المالحة. بالنظر إلى قائمة المكونات على المنتج يمكنك التحقق أن المنتج فائق المعالجة ويكون ذلك بوجود 5 أو أكثر من المكونات من مكونات غير طبيعية.

أثبتت دراسات حديثة أن هناك علاقة بين الأطعمة شديدة المعالجة والإصابة بأمراض خطيرة مثل السمنة والسكرى من النوع الثاني وكذلك الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. تم تجميع المعلومات من حوالي 10 ملايين شخص من مختلف دول العالم. وأثبتت دراسة أخرى أن كل زيادة بنسبة 10 % من تناول الأطعمة الفائقة المعالجة يقابلها زيادة في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 17 %. يمكنك تقليل الخطر بتناول أطعمة أقل معالجة والتقليل من تناول الوجبات السريعة أو الوجبات سابقة التجهيز والتي يتم تسخينها فقط.

المزيد من المقالات