إفراز هرمون النمو وعلاقته بنوم طفلي المراهق

يعاني 20:30 % من الأطفال والمراهقين من صعوبة النوم ويعود ذلك لأسباب عديدة. أحيانا تكون الأسباب جسدية مثل الأمراض التي تؤثر على جودة النوم والأسباب النفسية والعاطفية. تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورا أيضا بين العوامل المؤثرة على جودة النوم وصعوبته. بعض الثقافات لا تهتم بوضع ساعات محددة لنوم الأطفال، فينشأ الطفل في بيئة حرة ينام أينما يحلو له مما له من أثر على الساعة البيولوجية للجسم ونموه بشكل طبيعي. ولكن ما أهمية النوم في ساعات محددة ولعدد ساعات معين؟ وما علاقة نوم الطفل أو المراهق بنمو جسمه؟ يعنى هذا المقال بإفراز هرمون النمو لدى الطفل المراهق وعلاقته بنومه. لذا؛ إذا كان طفلكم في سن المراهقة أو مقبل على مرحلة المراهقة ندعوكم لمتابعة سطور هذا المقال الذي قد يجيب عن بعض إستفسارتكم في هذا الشأن.

1-ماهو هرمون النمو؟

هرمون النمو هو هرمون تفرزه الغدة النخامية وهي غدة صغيرة موجودة في المخ. وظيفة هرمون النمو المساعدة على نمو وتجديد وتكاثر خلايا جسم الطفل وكذلك يحفز نمو أنسجة وأعضاء الجسم والعظام في المراحل العمرية المختلفة. يسمي أيضا بهرمون النمو البشري ويتم بناؤه بواسطة خلايا الغدة النخامية الأمامية. تصل مستويات إفراز النمو إلى الذروة أثناء مرحلة البلوغ. يفرز هرمون النمو طوال اليوم، كل 5:3 ساعات ويزيد إفرازه عند الأطفال أثناء النوم الليلي العميق.

2-علامات نشاط ونقص نمو هرمون النمو في جسم الطفل

في حالة نشاط هرمون النمو نلاحظ زيادة الطول عند الأطفال والمراهقين وزيادة كتلة العضلات من العلامات الظاهرة بوضوح. أما فيما يخص العلامات غير الظاهرة فمنها على سبيل المثال مد أنسجة الجسم بالطاقة اللازمة للبناء وتحفيز بناء البروتين وتكسير الدهون وتحفيز المناعة في الجسم لمقاومة الأمراض.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

أما في حالة نقص إفراز هرمون النمو نلاحظ قصر القامة والتقزم ونلاحظ نمو الطفل بشكل طبيعي حتى عمر عامان ثم يبدأ النمو في البطيء وأحيانا يقف تماما. يجب متابعة نمو الطفل مع الطبيب المتخصص دوريا بصفة خاصة عند ملاحظة بطيء نمو الطفل.

3-النمو الجسدى في سن المراهقة

يحدث البلوغ نتيجة للتغيرات التي تحدث في جسم الطفل والتي تبدأ في العادة عند سن 11 سنة وقد تتأخر نوعا لدى البعض. نلاحظ وجود فروق فردية بين الأطفال في مراحل النمو المختلفة وفروق بين الإناث والذكور أيضا. ويحدث في تلك المرحلة تغيرات في نشاط الهرمونات بالجسم مما يسبب العديد من التغيرات والتي تؤثر بوضوح على الحالة المزاجية للأطفال. ويتم اكتمال نمو جسم الأطفال ما بين 15 ل 17 سنة، وتكون تلك المرحلة الأقرب لطول وعمر البلوغ.

قد يصل طفلك لطول وحجم يفوق حجمك ويصبح لديه القدرة الجسدية على الإنجاب حتى وإن كان نفسيا لا يعد مستعد لمثل تلك المسؤولية بعد. يصبح طفلك أكبر ولكنه لا يزال محتاجا إلى دعمك. البيئة والتغذية والعادات الأخرى تتدخل في توقيت نمو طفلك أثناء مرحلة المراهقة.

يقارن طفلك نفسه بالأطفال الآخرين من حيث مراحل النمو ويشعره ذلك بالقلق إن وجد أنه نسبيا غير مماثل لهم. يجب أن يفهم الطفل أنه مثله مثل الأطفال الآخرين سيمر بتلك المراحل ولكن ليس بالضرورة أن تكون بنفس السرعة والتوقيت.

كما ذكرنا يكون هرمون النمو في ذروته في تلك المرحلة وبالتالي، ينمو الأطفال بسرعة أكبر وتظهر تغيرات كبيرة على أجسامهم من نمو الشعر وتغير صوت الفتيان ودخول الفتيات في فترات الحيض. كل تلك التغيرات تحفزهم على النوم لعدد ساعات أكبر من المعتاد. يجب أن نسمح لهم بذلك لأنه كما سبق وذكرنا ينشط هرمون النمو بشكل أفضل أثناء النوم وبالتالي، يحتاج أطفالكم في سن المراهقة للنوم بشكل أكبر.

4-ما هي العلاقة بين هرمون النمو والنوم؟

صورة من unsplash

يتأثر إفراز هرمون النمو بعوامل كثيرة منها الإرهاق والتعب والتغذية السليمة والنشاط البدني والنوم. هل تظنون أن نمو الأطفال يحدث أثناء استيقاظهم فقط؟ في الحقيقة ينشط هرمون النمو بشكل أكبر أثناء نوم الأطفال بصفة خاصة نمو العظام. أثناء النهار يتم الضغط على صفائح النمو بجسم الأطفال من خلال ثقل الجسم والأنشطة المختلفة التي يقوم بها الأطفال أما أثناء النوم وفي وضع الاستلقاء وتخفيف حمل وزن الجسم على العظام تأخذ العظام الفرصة لتستطيل وتنمو. نتيجة لذلك تلاحظون استيقاظ الأطفال أحيانا بشكوى من وجع الساقين. لذلك يصبح من الواضح ضرورة نوم الأطفال عدد ساعات مناسب لسنهم لحمايتهم من بطيء النمو أو توقفه ولنموهم بشكل طبيعي مناسب لمرحلتهم العمرية.

ولا تكمن الخطورة فقط في عدم تثبيت ساعات نوم مناسبة للأطفال في بطيء عمل هرمون النمو وإنما في إتمام وظائف الأعضاء الأخرى. يحفز هرمون النمو عمل هرمونات أخرى مسؤولة عن عمل أعضاء الجسم المختلفة. في حالة قصور هرمون النمو يتأثر إفراز تلك الهرمونات وبالتالي، تتأثر أعضاء الجسم الأخرى. تغير مستوى الهرمونات الأخرى يؤثر أيضا على الشهية والشعور بالجوع وكذلك الشعور بالشبع. مما يظهر في سلوكيات تناول الطعام الضارة كالمبالغة في تناول الكاربوهيدرات. يظهر ذلك بوضوح في أطفال سن المراهقة الذين يسهرون لساعات الصباح الأولى، حيث يفرطون في تناول الطعام بصفة خاصة الكاربوهيدرات بجانب ظهور عادات أخرى غير صحية.

المزيد من المقالات