الصحاري المغربية .. أرض الكثبان الرملية الساحرة

إن دولة المغرب لم يطلق عليها اسم أرض الكثبان الرملية من فراغ، حيث ساهمت أراضيها الصحراوية الشاسعة في تكوين آلاف الكثبان الرملية التي أعطت لصحاري المغرب منظرًا جماليًّا طبيعيًّا مميزًا يجعل زيارة تلك الكثبان الرملية أمرًا ممتعًا للغاية وتجربةً ليس لها مثيلٌ لما لها من رونقٍ لا يجعلك تشعر بالندم على زيارتها مهما كانت الصعوبات التي تمر بها. إليكم بعض أشهر الكثبان الرملية وأماكنها في المغرب الشقيق.

كثبان صحراء مرزوكة الرملية

سميت بهذا الاسم نسبةً إلى قريةٍ صغيرةٍ بنفس الاسم تقع على بعد 50 كم بالقرب من الحدود الجزائرية، وبالرغم من أن عدد سكانها لا يتعدّى ال400 نسمة، إلا أن الطبيعة المحيطة بها وتلك الرمال الذهبية تحبس الأنفاس من روعتها، كما أن الهدوء المحيط بها يعطيها من الغموض والإثارة ما يجعلها من أفضل الأماكن للزيارة في المغرب لمحبي الطبيعة والسكينة، فهي تبدو كالحلم الذي يمتد على مسافة 5 كيلومترات بين الكثبان الرملية التي تبدو أقرب إلى الخيال من كونها جزءًا من الواقع، وذلك السحر هو الذي يجذب إليها العديد من الزوار المحبين للتخييم في الصحراء. وتتميز صحراء مرزوكة أيضًا بالتشكيلات الصخرية الجيولوجية المميزة مثل قصبة آيت بن حدو التي يمر عليها السياح في طريقهم عبر مضيق "دادس" ليصلوا إلى وادي "درعة". تجد العديد من المتزلجين على الرمال يذهبون إلى الكثبان الرملية في صحراء مرزوكة ليستمتعوا بتجربة تزلجٍ ممتعةٍ على كثبانٍ عاليةٍ كأمواج البحر وناعمةٍ كالحرير مما يجعل أدرينالين المغامرات يتدفق في عروق المتزلجين!

من بين تلك الكثبان الرملية الأكثر شهرةً وشعبيةً في المغرب هي كثبان الشابي وشيغاغا التي تمتلئ دائمًا بالزوار والسياح من جميع أنحاء العالم.

كثبان صحراء زاكورة

سواءً كنت منفردًا أو لديك صحبةٌ، فإن صحراء زاكورة سترحّب بك أشدّ ترحيبٍ وتجعل زيارتك لها من التجارب التي تودّ تكرارها، ستستمتع بالتوقّف لمشاهدة الكثبان الرملية المنتشرة في المواقع التاريخية والتحف المعمارية التي كانت ولا زالت مكانًا لتصوير العديد من أفلام الخيال العلمي والتاريخ، لذا تعتبر صحراء زاكورة وجهةً مثاليةً لقضاء الإجازة أو التنزه بضعة أيام لتعيش تجارب فريدةً من نوعها.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

تحتوي صحراء زاكورة على العديد من القلاع التي تنتشر في وادي درعة وتستحق الإعجاب: فجدران قلاعها تحكي ألف حكايةٍ وروايةٍ وتشهد لها الكثبان الرملية على عظمتها!

وفي نهاية رحلة صحراء زاكورة، ستستقبلك مدينة زاكورة لتأخذك في رحلة من الأحاسيس والأذواق. فالمدينة محاطةٌ بحدائق غنّاء من النخيل كما تطلّ على تركيباتٍ صخريّةٍ طبيعيّةٍ رائعةٍ تجعل تجربة ركوب الجمال عند غروب الشمس لا تُنسى، وفي الليل يمكنك الاستمتاع بأمسيةٍ ساهرةٍ تحت نجوم الليل المضيئة.

كثبان صحراء أجافاي

صورة من wikimedia

بالقرب من مدينة مراكش وعلى بعد ما يقرب من 30 دقيقة بالسيارة، تقع الكثبان الرملية لصحراء أجافاي والتي تشغل مساحات شاسعة على مد البصر، يقطع السياح تلك المسافات بسيارات الدفع الرباعي ليجدوا الكثبان الرملية تتحول إلى كثبان صخرية مدهشة، فيستمتعوا بالحياة بعيدًا عن صخب المدن ودخان السيارات والمصانع ويندمجوا مع الطبيعة والهدوء وسط الكثبان الرملية الصامتة التي تأسر مشاهديها بجمالها وترمز إلى الحرية دون أن تنطق، كما ستجد مظاهر الحياة البرية الرائعة من النباتات والسلاحف والضفادع وغيرهم. وبعد عبور بعض المسافات بسيارات الدفع الرباعي تتعرّف على الحياة البدوية وثقافة البربر المحلية لتتناول معهم أكواب الشاي المميزة المغلية على الحطب وتستمتع بموسيقاهم التقليدية لتعيش سعادةً وفرحةً خالصةً.

الكثبان الرملية النجمية العملاقة

صورة من wikimedia

من أكثر ما حيّر العلماء في صحراء المغرب هي تلك الكثبان الرملية النجمية الشكل ذات الأحجام العملاقة والتي تصل في ارتفاعها إلى أكثر من 100 متر ، ويعود عمرها إلى أكثر من 13,000 سنة ، ومن أشهر تلك الكثبان الرملية العملاقة هي كثبان " للا العالية"، وكلمة "للا" تعني بالأمازيغية السيدة المحترمة ذات المكان الرفيعة. استغرق العلماء العديد من السنوات ليعرفوا كيفية حساب أعمار تلك الكثبان الرملية العملاقة حتى توصلوا إلى طريقة حسابية لكمية الضوء التي تشعها تلك الرمال في الظلام الحالك وتمكنوا من حل لغز أعمار تلك الكثبان عن طريق أخذ عينة منها في الظلام حالك وقياس الإشعاع الصادر منها بنوع من الأشعة تحت الحمراء. يبلغ عرض كثبان "للا العالية" الرملية أكثر من 700 متر وهي من أكثر الأماكن زيارة في صحاري المغرب. إذا تمكنت من زيارة المغرب قريباً فلا تفوّت فرصة زيارة تلك الكثبان الرملية الساحرة.

المزيد من المقالات