نصائح عملية لإدارة الغضب وضبط النفس

من الأقوال المأثورة: "من يحكم نفسه خيرا ممن يحكم مدينة". أصبحنا نحيا في عالم ملء بالظروف الصعبة والاضطرابات التي تجعل ضبط النفس تحديا كبيرا. أصبح الغضب أمرا متكررا على مدار اليوم، حتى أن الكثير من أصبح يغضب لأتفه الأسباب. تراكم المشاعر السلبية بداخلنا ونوبات الغضب التي أصبحت متككرة تهدد صحتنا النفسية والجسدية أيضا، لذا؛ لا تتعجبون من انتشار ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية حتى بين الشباب. لأن الغضب عدو يدق أبوابنا وينزع سلامنا الداخلي أصبح من المهم والأساسي أن ندرب أنفسنا على ضبط النفس وإدارة غضبنا بشكل لا يؤثر على صحتنا النفسية ولا يسبب أذى للآخرين ولكن كما نعرف فإن قول الشيء أسهل كثيرا من فعله. لأننا نؤمن أن غضبك بنسبة كبيرة مبرر ولكن نتمنى أن نساعدك في إداراته حتى لا تصدر عنك ردود أفعال غير مقبولة تؤذيك أو تؤذى آخرين فإننا هنا لنعطيك بعض النصائح التي من شأنها أن تساعدك على تحقيق هذا. لكن لا تنسي أن إدارة الغضب وضبط النفس تعتبران مهارات يجب أن تبذل وقتا وجهدا لتتقنهما بشكل جيد. إذا كانت نوبات غضبك كثيرة ولاحظت أنك تميل للعنف وإيذاء الآخرين أثناءها ولا يمكنك السيطرة عليها ننصحك باللجوء لمتخصص، حيث إن بعض حالات الغضب تكون مرضية وتحتاج لعلاج.

1-تجنب الوصول لمرحلة الغضب الشديد والاستثارة

كثير من المواقف التي تثير غضبنا الشديد مبنية على إثتثارتنا بشيء يلامسنا من الداخل على سبيل المثال إن كنت تعاني من قلة الثقة بالنفس فإنه من السهل أن يثير الأشخاص غضبك إذا قاموا بالتلميح إلى ضعف شخصيتك وقلة ثقتك بالنفس. تذكر أن غضبنا ناتج عن تفسيرنا لما يحدث وليس الأحداث نفسها. تفسير الأحداث بشكل شخصي يقودك دائما إلى الغضب.

راجع نقاط ضعفك التي تثير غضبك بشكل متكرر، يمكنك البحث عن الكتب المقروءة أو المسموعة التي يمكنها مساعدتك على التخلص من نقاط ضعفك تلك. يتوافر الآن الكثير من الكتب التي تساعدنا علي تنمية الشخصية وأسرار النجاح وغيرها من التحديات التي نواجهها يوميا.

يمكنك أيضا حضور الدورات التدريبية التي قد تساعدك على إدارة مشاعر الغضب سواء بالحضور أو عن بعد. ممارسة التدريبات الشخصية والتأمل أيضا يعتبران أدوات تعزز جهودك للسيطرة على الغضب بشكل إيجابي. تساعدك تلك الأدوات باللجوء إليها إذا ما انجرفت وراء مشاعرك وأثير غضبك. كذلك تغير هذه الممارسات حالتك الفكرية التي تعتبر عنصرا أساسيا في إصابتك بالغضب.

ننصحك أيضا بتجنب التوقعات المبالغة. نصاب بالغضب عندما لا يرقى الآخرون لتوقعاتنا بهم. أجعل توقعاتك منطقية وغير مبالغة ومناسبة لإمكانيات الآخرين. البحث عن الكمال وراء فساد الكثير من العلاقات وإثارة الغضب والطاقة السلبية في الكثير من المواقف.

2-تغيير وضع الجسد

يعمل تغيير وضعية الجسد أثناء الغضب على مساعدتك في تقليل حدة غضبك. إذا كنت واقفا قم بالجلوس والأتكاء أو المشي. ستلاحظ أن كل وصفات التخلص من الغضب وضبط النفس لا تنصحك أبدا بالتواصل مع الشخص الأخر وإنما ضبط نفسك والتعامل مع إنفعالاتك الخاصة. حتى إن كان الطرف الأخر هو المخطئ فهناك طرق واعية وحكيمة لإدارة الموقف بدون اللجوء للغضب.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

3-تهدئة النفس

صورة من unsplash

يوجد طرقا كثيرة لتهدئة النفس أهمها التركيز على التنفس وكذلك العد التنازلي والمشي والتأمل لمدة قصيرة مع سماع موسيقى. تساعد الكتابة أيضا على تفريغ مشاعر الغضب والتنفيس بشكل كبير جدا، يمكنك الكتابة عن مشاعرك أو الكتابة عن أي شيء آخر.

مشاعر الغضب تحتاج لتفريغ حتى تتخلص منها وتعتبر تلك الوسائل طرقا صحية لتفريغ الغضب بديلا عن الطرق السلبية للتفريغ مثل الصراخ أو التشابك بالأيدي أو قول كلمات تندم عليها لاحقا. السيطرة على مشاعرك السلبية بشكل صحي يجنبك الكثير من المشاكل.

فكر وأهدأ قبل أن تتحدث، أصمت قليلا قبل أن تتحدث ومارس تمارين النفس بعدها يمكنك أن تعبر عن مشاعرك بهدوء وبطريقة غير تصادمية مع الطرف الآخر. ستلاحظ في كثير من الأحيان أنه عند الصمت وقت الغضب يصمت الطرف الآخر أيضا، بذلك يهدأ كلاكما قبل تبادل الحديث ثانية. يمكنك أيضا أن تبقي وحيدا لفترة، سيمنحك هذا السلام ويساعدك على الهدوء بشكل أفضل وأسرع.

4-ممارسة التمارين الرياضية والراحة

تساعد التمارين الرياضية بشكل كبير على تقليل التوتر الذي يصيبك بالغضب كما أنها متنفس صحي لمشاعر الغضب. المشي السريع والجري وغيرها من التمارين تساعدك على الاسترخاء وضبط النفس. الحصول على فترات راحة قصيرة أثناء اليوم تساعد بشكل كبير أيضا على التخلص من التوتر والقلق وبالتالي، تقلل من الإصابة بالغضب. فلة عدد ساعات النوم ثيت علميا أنها تؤثر بشكل كبير على اضطراب الانفعالات وسرعة الإصابة بالغضب.

5- تعلم الدرس

صورة من unsplash

معظمنا لا يولى اهتماما للموقف بعد انتهائه، مثلا لا يميل الكثيرون لمراجعة الموقف بعد زوال غضبهم. إلا أن مراجعة الموقف بعد مرور الوقت والوصول للهدوء سوف يساعدك بشكل كبير على التحلي بمهارة ضبط النفس. اسأل نفسك ترى ما أثار غضبي في هذا الموقف؟ الغرض من مراجعة المواقف هو الدرس الذي تعلمته عن نفسك أو عن الآخر وليس الاحتباس في الماضي واجترار الحزن والغضب. مراجعة نفسك سوف تساعدك أيضا على الانتباه في المستقبل للمواقف المشابهة وعدم الوقوع في نفس الخطأ كل مرة. يساعدك هذا الدرس الذي تعلمته على أن تصبح شخصا أكثر حكمة ووعيا وذكائها مع نفسك ومع الآخرين وعدم الانجراف وراء مشاعر الغضب دون تفكير.

المزيد من المقالات