لقد بدأت مؤخرًا بالنظر بتأملات ماركوس أوريليوس. قرأت له أعمالًا مكتوبة واستمعت لمدونات صوتية أخرى حول فلسفاته وتوصياته حول كيفية التعامل مع ما تلقيه عليك الحياة. عندما بدأت الدخول في الرواقية لأول مرة، لم يكن ذلك لأنني كنت أبحث عن طريقة مؤكدة للتعامل مع غضبي. لقد كنت مهتمًا بالفلسفة بعد أن أخذت فصلًا دراسيًا عنها في الكلية وتعرفت على تعاليم إبكتيتوس. "الرجل الحقيقي لا يفسح المجال للغضب والسخط، ومثل هذا الشخص لديه القوة والشجاعة والتحمل - على عكس الغاضب والمتذمر. كلما اقترب الرجل من عقل هادئ، كلما اقترب من القوة." - ماركوس أوريليوس لقد فوجئت بسرور بمدى تعامل تعاليمه مع الغضب - لأنه كان يعاني من هذا الأمر بنفسه. تسلحت بمفهوم يقول بأنه حتى الفيلسوف الشهير والإمبراطور الروماني لابد أنهما تعاملا مع الغضب ووبحثت بما تبقى من تعاليمه، فانغمست في رحلة لإدارة غضبي بشكل أفضل.

في كتابها، 13 شيئًا لا تفعله النساء القويات عقليًا، تحكي المعالجة إيمي مورين قصة أحد عملائها الذي لم يكن سعيدًا جدًا. كانت مستاءة من مرؤوسيها في العمل وكان معروفًا عنها أنها تتحدث معهم بشكل متكرر بغضب مع زملائها وزوجها. إيمي، على أمل جعل هذه المرأة ترى ما هو الخطأ الذي يحدث في هذه الحلقة المفرغة، شاركت معها بعض الأبحاث حول الطبيعة الضارة لما نسميه "التنفيس".

"لقد اكتشفوا أن خفض الحرارة من خلال أنشطة تخفيف التوتر هو أفضل في الحد من الغضب لأنه يقلل من استجابة الشخص التي قد تكون قتالا أو هروبا ومن ناحية أخرى، فإن التنفيس عن الغضب يزيد في الواقع من هياج الشخص، كما تفعل الأنشطة البدنية مثل الركض إنه أمر شائع جدًا، خاصة في مجتمعنا المليء بالتغريدات الغاضبة، على تويتر والأحاديث الصاخبة على الفيسبوك، و لكن "هل يمكنني أن أخبرك بشيء ما؟" إن الشعور بأن الاستسلام لغضبنا يجعل الأمر أفضل غير صحيح إنه في الواقع يجعله أسوأ.

يصف سينيكا الغضب في الاقتباس التالي بأنه "يجتاحنا بعيدًا" ويهزمنا في المعركة عندما نستسلم لها و( نطعم الوحش) "إن أفضل خطة هي أن نرفض على الفور الحوافز الأولى للغضب، وأن نقاوم بداياته، وأن نحرص على عدم الانقياد إليه: لأنه إذا بدأ سيجرفنا بعيدًا، فمن الصعب أن نعود مرة أخرى إلى الحالة الصحية ماقبل الغضب لأن العقل يذهب هباءً عندما يتم قبول العاطفة في العقل..." ويواصل سينيكا رسم استعارة بيننا وبين القلعة. بمجرد أن نسمح للغضب بالدخول إلى البوابات، فلن يسمح لنا بالهرب أحياء.

صورة من wikimedia

"يمكن لأي شخص أن يغضب - وهذا أمر سهل، ولكن أن تغضب من الشخص المناسب وبالدرجة المناسبة وفي الوقت المناسب وللغرض المناسب وبالطريقة الصحيحة - فهذا ليس في متناول الجميع وليس بالأمر السهل. ". -أرسطو في دورة تعليم العلاقات التي أقوم بتدريسها في المدارس الثانوية المحلية، يشجع منهجنا المراهقين الذين نخدمهم على "إيقاف الأفكار الساخنة". عندما نغضب ونشعر "بالسخونة"، نحتاج إلى استخدام تقنيات الاسترخاء المختلفة لتهدئة تلك المشاعر، وتجنب التصرف حتى نتمكن من الوصول إلى عقلنا المنطقي مرة أخرى. "أعظم علاج للغضب هو التأخير." - سينيكا

ينصح ماركوس أوريليوس، في كتابه التأملات، بأن ننتظر حتى نصبح هادئين بدرجة كافية لاختيار التصرف الحكيم حتى نفعل أي شيء على الإطلاق. الغضب ليس المكان الذي نريد أن نعمل فيه. وبعد الانتظار، يمكننا أن ندرك أن غضبنا كان يحاول فقط حمايتنا من تهديد ربما لم يكن موجودًا على الإطلاق. يمكننا أن نتوقف ونتأمل ونعترف بسلامتنا ونبذنا للأشياء التي تثير غضبنا. وعندها فقط يمكننا المضي قدمًا في ما هو صواب، وإظهار اللطف لمن حولنا، واختيار الاستمرار دون أن نتأثر بالأشياء التي قد تحبطنا.

صورة من wikimedia

في كثير من الأحيان، يمكن أن يخرج الغضب عن نطاق السيطرة لأننا نهول الأمور (نعتقد بكارثيته)"، هذا ماسيخبرنابه متخصص جيد في الصحة العقلية. هذا يعني أننا نأخذ الموقف ونضخمه بشكل غير متناسب، ونحوله إلى شيء ليس كذلك. اسمحوا لي أن أكون أول من يقول، أنا جيد حقًا في جعل الأمور تبدو كارثية

"نحن في كثير من الأحيان نخاف أكثر من أن نتألم ونعاني من الخيال أكثر من الواقع." - سينيكا

عندما نكون غاضبين، علينا أن نتحلى ببعض الموضوعية. قد يبدو هذا بمثابة تذكير أنفسنا بما يمكننا التحكم فيه وما لا يمكننا التحكم فيه، وتحمل المسؤولية عن المشكلات التي تسببنا فيها بأنفسنا، وإعادة التواصل مع حقيقة أنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يؤذينا إذا لم نسمح له بذلك.

صورة من wikimedia

عندما نغضب، قد نشعر وكأننا ننجز شيئًا ما. أعتقد أن هذا هو السبب وراء لجوء الكثير من الأشخاص إلى الإنترنت عند الغضب بشأن ما يحدث لأنهم يشعرون أنه سيوصلهم إلى مكان ما. في إحدى المرات، شعرت بالإحباط الشديد من إحدى صديقاتي لدرجة أنني ذهبت إلى موقع Reddit للنشر عنها والحصول على بعض التعليقات. لقد أنشأت الحساب المجهول وكل شيء، وسرعان ما شعرت بخيبة أمل عندما لم يساعدني الغرباء العشوائيون على الإنترنت الذين لا يعرفون وضعي. "لا ينبغي أن تمنح الظروف القدرة على إثارة الغضب، فهي لا تهتم على الإطلاق." - ماركوس أوريليوس بعد أن هدأت وبدأت أفكر في ما الذي يمكنني فعله فعليًا لحل الموقف، خطر لي كم كان من السخافة استخدام الإنترنت. لم يفعل اقتحام فقرات النص حول صديقي شيئًا سوى تأجيج غضبي.