الذكاء الاصطناعي أصبح الآن في متناول الجميع: 3 أشياء يجب على الآباء تعليمها لأطفالهم

في عام 2023، تم دمج MyAI في منصة التواصل الاجتماعي Snapchat. وهو برنامج روبوت محادثة chatbot مدعوم من ChatGPT، يشجع المراهقين على طرح أي سؤال - بدءاً من اقتراحات الهدايا للأصدقاء وحتى الأسئلة حول الواجبات المنزلية. وفي الوقت نفسه، تطرح مايكروسوفت "Copilot" على أنظمتها، والذي يوصف بأنه "رفيق الذكاء الاصطناعي اليومي". يأتي ذلك بعد تقديم "Bing Chat"، وهو مساعد معزَّز بالذكاء الاصطناعي يرافق أداة بحث Bing. فجأة، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يمكنه إنشاء محتوى جديد مثل النصوص والصور، في متناول الجميع، بما في ذلك الشباب. نحن باحثون لدينا خلفية في التكنولوجيا الرقمية ومتحمسون للغاية بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، هناك مخاطر إضافة إلى الفوائد. فيما يلي ثلاثة أشياء يجب على الآباء أخذها في الاعتبار أثناء تعاملهم مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع أطفالهم.

1- الذكاء الاصطناعي وجد ليبقى:

الذكاء الاصطناعي في حد ذاته ليس جديداً، فروبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي التوليدي موجودة منذ ستينيات القرن الماضي. ولكن على مدار العام الماضي، كان هناك توسع سريع في حجم قواعد بيانات الذكاء الاصطناعي، واستثمارات مالية ضخمة في هذه التقنيات، والمزيد من التعليمات البرمجية المبتكرة، وتحسين إمكانية الوصول وسهولة الاستخدام.

قد يكون الآباء مترددين بشكل طبيعي بشأن الذكاء الاصطناعي. فكّر العديد من المدارس في حظر بعض استخدامات الذكاء الاصطناعي، وسط ادعاءات بأنها قد تؤدي إلى الغش وتقويض النزاهة الأكاديمية.

لكن الذكاء الاصطناعي لن يختفي، بل سيصبح مستخدماً على نطاق أوسع في حياتنا. وكلما أسرع الشباب في تعلم استخدام هذه التكنولوجيا، أصبحوا أكثر اطلاعاً على كيفية استخدامها بحكمة وإنتاجية.

إذا كنت أحد الوالدين، فمن المهم التعرف على هذه التقنيات وتجربتها بنفسك حتى تتمكن من مساعدة طفلك على التنقل في عالم يستخدم الذكاء الاصطناعي. ابدأ بتسجيل الدخول إلى أداة ذكاء اصطناعي توليدية مجانية، وقم بالتجربة مع طفلك من خلال طرح بعض الأسئلة على الروبوت والتفكير في الإجابات.

2- كن نقديّاً:

يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي القيام بأشياء مذهلة – مثل إنشاء صور أو كتابة قصص – ولكنه لا يفكّر فيما يكتبه. بل يقوم بتصفيف نصوص متتالية بعضها مع البعض الآخر بطريقة منطقية بدون أن "يقرأ بين السطور".

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي تقييم مصداقية المصادر، ولا يمكنه دائماً العثور على معلومات موثوقة لدعم الادعاءات. كما أنّ تدريب برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي يجري على بيانات ذات قِدم محدّد، ولذلك قد لا يتم تضمين الأحداث الأخيرة.

لهذا السبب يجب أن يتعلّم الأطفال أنه على الرغم من أن النص يبدو مشابهاً للكتابات الأخرى، الموجودة في كتاب أو مقال على سبيل المثال، إلا أنه نص جرى تجميعه بوساطة برمجيّة حاسوبيّة. وهذا يعني أنه يجب التعامل مع كل كلمة وجملة وادعاء بعين الشك.

يمكنك استغلال هذه الفرصة لمساعدة أطفالك على تطوير مهارات التفكير النقدي.

اختبر مع أطفالك الذين هم في سن المدرسة، برمجيّة مجانيّة تولّد صوراً فنّيّة بالذكاء الاصطناعي ومع طفلك، وقم بإجراء بعض عمليات البحث. ثم اسألهم أسئلة مثل: "ما هي أنواع الأشخاص الذين يتم عرضهم؟ ما هي الأنواع غير المعروضة؟ هل ترى أيّة صورة نمطيّة؟ هل يمكنك رؤية أي انحيازات"؟

3- احترس من روبوتات الدردشة:

الصورة تأتي من James grills على Commons.Wikimedia

روبوتات الدردشة (Chatbots) هي برامج كمبيوتر مصممة لمحاكاة المحادثات كما لو كانت إنساناً آخر.

على سبيل المثال، كان هناك أكثر من عشرة ملايين مستخدم لـ Replika في عام 2022. Replika هو برنامج دردشة آلي يُوصف بأنه رفيق يهتم. إنه يتصرف كصديق ولكن العلاقات مع روبوت الدردشة يمكن أن تصبح رومانسية أو جنسية.

في العديد من تطبيقات chatbot مثل هذا التطبيق، قد لا يكون هناك أي إشراف أو عمليات تحقّق بشريّ من المحتوى غير المناسب. لذا كن على دراية إذا كان طفلك يقضي وقتاً طويلاً مع "أصدقاء" الذكاء الاصطناعي.

إذا تُركت هذه الأنواع من التطبيقات بدون مرافقة، أمكنها أن تغذي فضول الطفل وربما تتلاعب به وتزجّبه في مواقف ضارّة وغير أخلاقية، مثل المحادثات الشخصية للغاية مع الروبوت.

وضّح لأطفالك أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو آلة، وليس إنساناً. إنّه لا يشاركك مُثُلك ولا معتقداتك ولا ثقافتك ولا دينك. وهو يقدم النص واللغة على أساس نماذج وخوارزميات. إنه ليس شيئًا يمكن مناقشته أو أخذ الدروس منه أو استخدامه لتعزيز قيمك. يمكن أيضًا تحرير الكود يدوياً لحظر وجهات نظر أو مواقف معينة بشأن المواضيع.

4- الصور ومقاطع الفيديو والصوت مهمة أيضًاً:

الصورة تأتي من Rawpixel

مع كل التركيز على النص، تأكد من تذكير أطفالك بأن الصور ومقاطع الفيديو هي أيضاً جزء من مشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي. قد يكون الأطفال حذرين بشأن النصوص التي يدخلونها عبر الإنترنت ولكنهم قليلو الحذر عند تحميل الصور.

تصبح صورهم وصورة وجوههم متاحة للذكاء الاصطناعي عند تحميلها، ما يجعل حماية هويتهم أكثر صعوبة. على سبيل المثال، يتمتع ChatGPT الآن بإمكانيات الصور التي يمكنك تضمينها في محادثاتك مع روبوتات المحادثة. ناقش موضوع الخصوصية مع طفلك، وتأكد من الإشارة إلى أن أي بيانات يتم تحميلها على الإنترنت يمكن تخزينها ومسحها ضوئياً ومعالجتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية للتعلم والمشاركة، والتطورات في هذا المجال مثيرة للغاية. ومع المحادثات المفتوحة وبعض الإشراف، فإن احتمالات استفادة الأطفال بشكل كبير من هذه التكنولوجيا لا حصر لها.

المزيد من المقالات